مع السفير القطري في الطابق ٢٤: ملايين وصيف ونعي
09 May 202506:24 AM
مع السفير القطري في الطابق ٢٤: ملايين وصيف ونعي
داني حداد

داني حداد

خاص موقع Mtv

 

من على شرفة منزله في وسط بيروت، في الطابق ٢٤ المطلّ على جزءٍ من العاصمة وجبل لبنان بمختلف أقضيته، يتحدّث السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني بحماسةٍ عن لبنان الذي كان يُقيم فيه مع ذويه حين اندلعت الحرب، ذات نيسان قبل خمسين عاماً.

يعترف السفير القطري أنه عاشق للبنان الذي بات يدرك التوازنات فيه، وتعقيداته التي لا تنتهي.
يكشف عن سلسلة اتفاقيّاتٍ تُجهَّز للتوقيع مع لبنان، على أكثر من صعيد. كما يتحدّث بإعجابٍ كبيرٍ عن الرئيس جوزاف عون، وقد تعاون معه حين كان قائداً للجيش وساهم في تأمين مساعداتٍ للجيش اللبناني، بالتنسيق مع الجانب الأميركي، كاشفاً عن موافقة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على استمرار دعم الجيش اللبناني، وإرسال 163 آلية له. كما يشير إلى وجود ضابطَي ارتباط قطريّين في لبنان يتولّيان التنسيق في الأمور العسكريّة.
ويبدو السفير القطري، الذي بدأ سيرته المهنيّة ضابطاً للطيران الحربي، كأنّه ينعي مهمّة اللجنة الخماسيّة التي "أدّت قسطها إلى العلاء" مع انتخاب رئيس ثمّ تشكيل حكومة.
أمّا في مسألة إعادة الإعمار، فيشدّد على أنّ قطر لن تقوم بمساهمة ماليّة إلا تحت المظلّة الدوليّة ولن تكرّر عمليّة إعادة الإعمار التي أعقبت حرب تموز في العام ٢٠٠٦. ويلفت إلى أنّ قطر أمّنت خيماً متنقّلة لإيواء النازحين إلى أن تُنجَز إعادة الإعمار، مكرّراً مسألة التنسيق مع الجانب الأميركي.
ويبدو السفير القطري متفائلاً بصيف لبنان. يقول "القطريّون والسعوديّون والإماراتيّون والكويتيّون قادمون، ولكن الأهمّ هو الاستقرار الأمني، كي يستعيد هؤلاء ثقتهم بلبنان". ويروي أنّه أصبح مثل اللبنانيين يسمع صوت الغارة الإسرائيليّة من دون أن يتأثّر، بل يكمل فنجان قهوته على شرفة منزله، متمنياً أن يتم التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في أقرب وقت.

يعطي السفير القطري آراءه بالواقع اللبناني، ولكنّه يشدّد على أنّه لا يتدخّل في الشأن اللبناني، قبل أن يعبّر عن إعجابه بشخصيّاتٍ سياسيّة عدّة.
تطول لائحة المساعدات القطريّة للبنان، وغالبيّتها لا تعلن عنها قطر، ومنها تعليم أكثر من ٥٠٠ طالب لبناني خارج لبنان، وسيُضاعف هذا العدد قريباً. والإعداد لتوظيف ثلاثة آلاف لبناني من قطاع التعليم في قطر لمدّة ٣ سنوات، بالتعاون مع وزارة التربية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ ماليّ كبير لصالح برنامج "أمان" التابع لوزارة الشؤون الاجتماعيّة…

ينتهي اللقاء في منزل السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. تشعر، بوضوح، بحجم الاهتمام القطري بلبنان وشعبه. تشعر بمحبّةٍ تخجلك. ونحن، ماذا فعلنا لبلدنا، والأهمّ ماذا فعلنا به؟