إليكم القصّة الكاملة لـ25 أيلول... و26 الفجر الجديد
27 Sep 202113:36 PM
إليكم القصّة الكاملة لـ25 أيلول... و26 الفجر الجديد
ريكاردو الشدياق

ريكاردو الشدياق

كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:


عجائب حسيّة صغيرة مهّدت ليوم كبير لن ينتهي. لن ينتهي 25 أيلول 2021. هو أصلاً لم يبدأ صباح السبت الأبيض، ولم يُغلق ستاره في تلك الليلة التي كدنا نصوم فيها عن النوم بعد المشهد - الصدمة الذي ترك أثره في مختلف أنحاء العالم، حتّى هذه اللحظة.


لا يدري كثيرون كيف تطوّرت مسيرة "طريق عنايا ما بدا بنزين" من بوست على "فايسبوك" للزميلة لارا سليمان نون إلى أكبر حدث شعبيّ غير مسبوق من جبيل باتّجاه عنايا، فيوم عالميّ للصلاة وتسليم أزمة لبنان للقدّيس شربل.

بدأت المسألة بـ"بوست" عفويّ، ففكرة، فخبر صحفيّ أخذ ينتشر بسرعة البرق. عندما تواصلنا، مطلع أيلول، لم نُناقش إن كنّا مستعدّين لإحياء مسيرة من هذا النوع وبهذا الحجم، بل فرضت اللحظة أمراً لا يُمكن تفسيره إلى اليوم إلاّ أنّه إشارة تحوّلت إلى ظاهرة، فحالة شعبيّة وإيمانيّة كان ينتظرها اللبنانيون في قعر هذا الزمن القاتل، وفي زحمة الطوابير في كلّ مكان.

حتّى أنّ اللجنة التنظيميّة التي تشكّلت قبل أسبوعٍ واحد، هي عبارة عن 14 شخصاً يلتقون للمرّة الأولى، تحوّلت إلى لقاء مبادرين ومتطوّعين تفرّغ كلّ منهم من ميدانه ومجاله لوضع نفسه بالتصرّف على مدى أسبوع كامل.

لم تهدأ الإتّصالات طيلة الـ7 أيّام الماضية. بلمح البصر، أمطرت المبادرات من كلّ حدبٍ وصوب لتأمين المواصلات من مختلف مناطق لبنان، وأخرى لتأمين المياه، والطعام، والأعلام اللبنانية، وصور القدّيس شربل، فجهود الكشاف الماروني ورابطة الأخويات في لبنان والصليب الأحمر والدفاع المدنيّ والجيش اللبناني والقوى الأمنيّة.

من الإثنين إلى السبت 25، كنّا ننام على شيءٍ ونستيقظ على شيءٍ آخر. لم تستكن رسائل الـ"واتساب" منذ الصباح الباكر، وعندها تأكّدنا أنّ الموضوع خارج عن قدرتنا البشريّة وأنّ المطلوب منّا تحوَّلَ من مبادرة ذاتيّة إلى رسالة وطنيّة تعني كلّ لبناني حول العالم.

كنّا نستيقظ لنجد هواتفنا ممتلئة برسائل من مغتربين من أميركا، أستراليا، إيطاليا، إسبانيا، الأردن، وغيرها وغيرها من الدول. هذا المغترب يتّصل لإبلاغنا بقراره المجيء إلى لبنان لساعات قليلة خصّيصاً للمشاركة في المسيرة، وآخر لوضع نفسه بالتصرّف لتلبية النقص اللوجستي، وآخر أعدّ منشوراً إعلانياً بمختلف اللغات الأوروبيّة للدعوة إلى ملاقاة المسيرة بقداديس ووقفات في مختلف الكنائس، وهذا ما حصل.

 

سألتني الإعلامية ميراي مزرعاني عن العنوان الذي سأضعه إن كنتُ سأكتب عن 25 أيلول 2021، قلتُ لها سريعاً: "26 أيلول... فجرٌ جديد". كم يكون قدر الإنسان جميلاً عندما يتلقّى اتّصالاً من زميلةٍ عزيزة لتُشاركه فيه الفكرة، والإشارة... فحدثٌ عالميّ سرعان ما سيفهم كثيرون العبرة العميقة منه. نظرتُ إلى السماء في ذلك اليوم، شكرتُ الربّ، وقلت "الدني بعدها بألف خير" بينما كلّ رواسب تسميم لبنان بدأت بالتساقط.