
ريكاردو الشدياق
كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
مرّة يتطوّع أحد اليساريين الفاشلين لرمي سمومه وأخلاقياته المهترئة على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وأخرى، "يُرمى" على بكركي صوتٌ أشبه بنكرة لا تعترف بيئته الإسلامية بلسانه ولا تتبنّى وصفه المسيحيين، والموارنة، بـ"البقر". يسمع الراعي هذا التقيّؤ، يقرأ، يتابع... ولا يردّ.
أمثال هؤلاء، إن اليساري أو الشيخ أحمد اسماعيل، نعمةٌ على بكركي، لكنّهم مُجرَّد أدوات في عمليّة أكبر. وتوقّعوا، على منوال أوسع وأشدّ، أن تتصاعد وتتفاعل في الأيّام القادمة، كلّما اشتدّت أواصر الكنيسة المارونية حول بطريركها.
يُراهن مَن يقف خلف هذه الأدوات على العكس. يُراهن، يحاول، ويعمل، يهدف فرط هذه الأواصر المتبقية في البيت الماروني الواحد، على هوى المخطّط الذي بدأ سابقاً في مؤسسات دستوريّة سياديّة. وما زال هذا المخطّط سارياً. فيه غرف سوداء، فيه أبواق إعلامية رخيصة، فيه أدوات تنفيذيّة... وفيه استغلالٌ لوجع المسيحيين وحاجاتهم المعيشيّة كسبب وذريعة للتصويب على البطريرك وتجريده من أحقيّة مواقفه وسقفها المرتفع.
إنّه الطعم المرّ للإنقلاب الذي سبق وتكلّم عنه البطريرك للمرّة الأولى في 27 شباط. لطالما أتت الطعنات بحقّ الكرسي البطريركي من داخل البيت. يلعب "الشيطان" دائماً في عقل الموارنة بين بعضهم البعض. للأسف، هم، كما سبق ووصفناهم، عملة سهلة يُمكن التداول بها والحصول عليها وتوظيفها.
لكنّ بكركي ليست مصرف لبنان، وليست مؤسسة أمنية أو عسكريّة أو قضائيّة مُديرها العام "بيروح وبيِجي"، وليست حزباً أو حالة شعبيّة عابرة. "الغلطة" مع بكركي، ومع سيّدها، مُكلفة للغاية. ومَن يلعب بهذه النار من الموارنة، سياسيين كانوا أم مسؤولين روحيّين، "تحرقه" لسنوات مديدة، وليس في ظرفِ سياسي فقط. والمجرّبون على كلّ حال موجودون وعلى قيد الحياة.
هذا الصنف الماروني الذي وُصِفَ يوماً بـ"الجنس العاطل" يُريد بكركي والبطريرك لإجلاسه على طاولة من أربعة كراسٍ تُشرّعه مرشّحاً رئاسيّاً دائماً يزور الصرح كلّ أحد ويُقبّل يد البطريرك "قبلة يهوذا" ويُرسل نواب كتلته لإسماع البطريرك ألطف الكلام. أمّا "وقت الجدّ" والمصير، فيُريدونه "باش كاتب" لا موقف له، كأنّه رئيس الرابطة المارونيّة وأخواتها... بشارة الراعي واعٍ جداً حيال "رأس الشيطان"، وباختصار: مَن يعتبر يرتفع، ومَن ينقلب يحترق.