
شربل رحمة
لا يمكن للكلام أن يصف ما حدث في الأرز معه، فالكلام يخجل متى ضاقت الصفحات بمشاعر تكاد أن تكون إلهية. فعلى مقربة من أرز الرب في بشرّي، تألّق صوت أندريا بوتشيللي، فشعرنا أنّ الله تجسّد من جديد بشكل الأرز وصوت من قالت عنه العالمية سيلين ديون "لو كان لله صوتاً، لكان صوت بوتشيللي بالتأكيد".
ليس بوتشيللي فناناً عادياً، بل هو حالة فنية لا ثانٍ لها في العالم. ليس لأنّه يعاني من فقدان النظر ويغني بصوت سماوي فحسب، بل لأنّ في تواضعه الكبير هامة تكلّل جبينه في كلّ مرّة يبتسم فيها لتصفيق الجمهور المستمر بعد كل أغنية ويحنو أمامه كما لو أنّه يلتقي به للمرّة الاولى.
ليس بوتشيللي فناناً عادياً، بل هو حالة فنية لا ثانٍ لها في العالم. ليس لأنّه يعاني من فقدان النظر ويغني بصوت سماوي فحسب، بل لأنّ في تواضعه الكبير هامة تكلّل جبينه في كلّ مرّة يبتسم فيها لتصفيق الجمهور المستمر بعد كل أغنية ويحنو أمامه كما لو أنّه يلتقي به للمرّة الاولى.
سحر كان أشبه بالخيال وقصصه، فعلى ارتفاع ألفي متر عن سطح البحر، رفعنا بوتشيللي الى عالمه الخاص حيث التواضع فيه العنوان الأكبر. ولفتني أنّ علاقة قوية جداً تربطه بالمايسترو، فبعد انتهاء كلّ أغنية بـ "طلعة غير أرضية"، كانا يتصافحان ويشدّان اليد باليد، وكأنّ الأوّل يشكر الثاني على سلاسة موسيقاه، فيردّ الثاني بالشكر للأوّل على صوته الجبار الثابت.
ومن الضروري أن نتوقّف عند الصلة القوية التي تربط بوتشيللي بالجمهور، ففي كل مرة كان يغادر فيها المسرح ليعود مجدداً بعد أن يقدّم أحدهم وصلة فنية تعطيه بعض الراحة، كان الجمهور يهتف له بأعلى صوته مصفّقاً بالحرارة نفسها التي أطلّ فيها عليهم المرة الاولى.
سحر غابة الأرز وقمم جبال المكمل في بشرّي التي تحوّل لونها مع غياب الشمس الى الزهري الساحر، وتميّز تصميم المسرح الذي يمكننا القول فيه إنّه الأجمل بين دورات المهرجان السابقة، جعل من ليلة بوتشيللي حلماً.
حلم زارنا على غفلة، وسحرنا على غفلة، وودّعنا على غفلة أيضاً، برحيل يشبه رحيل سفينة أورفليس التي حملت جبران خليل جبران الى كل قلب في كل قطر في العالم، فحملت بوتشيللي إلينا بكلمة قالها للجمهور اللبناني "جئت الى لبنان في سنّ صغيرة وكانت تجربة مميزة، واليوم عدت لأختبر شعوراً ساحراً سيرافقني مدى حياتي".
حلم زارنا على غفلة، وسحرنا على غفلة، وودّعنا على غفلة أيضاً، برحيل يشبه رحيل سفينة أورفليس التي حملت جبران خليل جبران الى كل قلب في كل قطر في العالم، فحملت بوتشيللي إلينا بكلمة قالها للجمهور اللبناني "جئت الى لبنان في سنّ صغيرة وكانت تجربة مميزة، واليوم عدت لأختبر شعوراً ساحراً سيرافقني مدى حياتي".