لبنان "آخر دولة عربية توقّع مع إسرائيل"؟
22 Jan 202106:47 AM
لبنان "آخر دولة عربية توقّع مع إسرائيل"؟
ثريا شاهين

ثريا شاهين

كتبت ثريا شاهين:


مع تطوّر المعطيات بالنسبة إلى التطبيع العربي مع إسرائيل، السؤال المطروح هو: هل لا يزال لبنان آخر دولة عربية توقع سلاماً مع إسرائيل أم أن هذه المعادلة طرأت عليها تغييرات مع الوقت؟ 


تقول مصادر دبلوماسية إنّ "هناك فارقاً كبيراً بين الدول العربية، إذ تنقسم الى قسمين، الأول: الدول التي لديها حدوداً مع إسرائيل، والثاني: الدول التي ليست لديها حدوداً مع الدولة العبرية، فالدول التي تملك حدوداً مع إسرائيل تكون عملية التطبيع معها أكثر صعوبة من الدول الأخرى، لأن الأخيرة لا تحتاج الى تفاوض لا على الإنسحاب ولا على ترسيم الحدود، إذ يكون هناك تفاوض فقط حول التطبيع بحد ذاته، لذلك فإنّ التطبيع صعب بالنسبة الى لبنان، وكذلك بالنسبة الى سوريا، حيث لن يكون للأمر المقاربة نفسها مثل الدول الأخرى". 
وفي لبنان، يلعب الرأي العام دوراً كما الإعلام، وكذلك موقف الأفرقاء على الأرض. المسألة الشعبية في الأمر، قد تحل سيّما في الشكل. وهنا، تذكر المصادر كيف أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد استطاع أن يفاوض من دون أن يوقع. وهو كان يجيد ذلك، في حين أن المطروح الآن مع الدول العربية ليس التفاوض بل السلم، وقبِل الأسد آنذاك بالتفاوض في مدريد وليس بالسلام. حيث لم يكن هناك وسيط. كما أنه عندما أحرج أرسل جيوشه الى الكويت لمحاربة العراق. وكان آنذاك يفاوض عبر مؤتمر مدريد. فالحديث عن سلام من دون تفاوض يبقى أسهل من وجود مسائل عالقة وتحتاج الى تفاوض. ومبدأ التفاوض للتوصل الى سلام مبدأ موجود، لكن مبدأ السرعة في التوقيع كان صعباً. وإسرائيل تفضل، بحسب ما ينقل عن الأميركيين، أن يتم التوقيع فوق الطاولة والتقاط الصور الخاصة بذلك ونشرها في العالم. 
ولبنان، وفقاً للمصادر، لا يزال في قلب المعادلة نفسها، أي آخر دولة عربية توقع سلاماً وليس قبل آخر دولة. دخل في عملية تفاوض غير مباشرة مع إسرائيل حول الحدود البحرية. في حين أن مسألة الحدود البرية لن تجد حلاً من دون موقف سوري واضح. فإذا طالب لبنان بانسحاب إسرائيل من شبعا التي تحتلها إسرائيل، فإن الجهة التي تتواجد في هذه المنطقة هي "الاندوف" أي قوات الفصل للجولان السوري المحتل، على أساس أنها اعتُبرت أرض سورية. السوريون يقولون إن أراضي شبعا ليست كلّها للبنان. بالتالي الأمر يحتاج الى ترسيم، أي يحتاج الى تفعيل مع الطرف السوري. وهل ترسم جواً أو براً؟ وهل كل المزارع هناك للبنان أم أن جزءاً منها لسوريا؟ لذا قبل البدء بأي شيء هناك إشكالية شبعا. وسوريا لم تقبل التفاوض حول شبعا معتبرة أنه طالما يوجد احتلال لن توافق على الترسيم ولبنان أجابها أنه بالإمكان الترسيم من الجو، فأجابت بالرفض وتريد الترسيم على الأرض. هناك تصريح إسرائيلي يقول إنّ شبعا ليست إسرائيلية. بالتالي فهي للبنان أو لسوريا. وعندما كان فاروق الشرع وزيراً للخارجية السورية طالب "بالإنسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا اللبنانية". 
إن ذلك يشكل اعترافاً سورياً بلبنانية المزارع، لكنه لا يشكل ورقة رسمية سورية تكفي لحل المشكلة. وبسبب وجود الإحتلال الاسرائيلي أيضاً لهذه المنطقة، تحتاج شبعا لتفاوض ثلاثي لبناني-سوري-إسرائيلي. 
إذاً هناك شبعا، والتفاوض الصعب حول الحدود البحرية، يعقّدان مسألة التطبيع. هناك احتلال لأراضٍ لبنانية. ولا يظهر أنّ المطروح انعقاد مؤتمر دولي على غرار مؤتمر مدريد للسلام، وإلا لكانت الدول العربية ذهبت إليه ووقعت السلام. 


ما يعني أن التفاوض الثنائي المباشر بالنسبة الى لبنان غير مقبول، أما التفاوض الدولي أي عبر مؤتمر دولي مقبول، فغير مطروح.