
ميرا مطر
إنه 14 من أيلول 2019.
أعدكم أنّ هذا العام، خلافاً لما سرت العادة، لن أعود بالزمن إلى 1982، سنة قُتل حلمُ لبنان.
اليوم، نعود سوياً إلى 20 تشرين الأول 2017. ساعة قصر العدل تشير إلى الرابعة والنصف عصراً.
يقف الرئيس الأول لمحكمة التمييز القاضي جان فهد، كما جميع الحاضرين في القاعة، وعددهم يزيد عن 300 شخص، لمدّة لا تقلّ عن 40 دقيقة.
يُتلى نص الحكم النهائي بحقّ قتلة الرئيس الشهيد بشير الجميّل على وقع صراخ السوريين القوميين في الخارج: "لكلّ خائنٍ حبيب!"، وقبالتهم يصرخ الكتائبيون: "لكلّ حبيب قضاء!".
وقائع يرويها لنا الوكيل عن مجموعة من عائلات الضحايا المحامي جان نمّور الذي حضر هذه الجلسة وسواها.
يقول نمّور: "كان بدنا نروح بقضيّة بشير للآخر... إصرارنا وعزيمتنا على حضور كل الجلسات هنّي ردنا على التهديدات".
تبع الجلسةَ مهرجان شعبي كتائبي-قواتي في الأشرفية إحتفالاً بالعدالة التي تحقّقت بعد مرور 35 عاماً على جريمة القتل.
بعدها، توجّه نديم الجميّل وحشد من محبّي بشير إلى مدفنه في بكفيّا حيث وضعوا نصّ الحكم.
يقرّ نمّور: "كانت أوّل مرّة بيكون إلي عين أطلع زور بشير وبإيدي جزء صغير من ردّ الجميل".
الزمن لا يتوقّف عن الدوران. العقارب تشير إلى الرابعة والنصف عصراً مجدداً. وجنتا نديم المبلّلتان قبّلتا وجنتي سامي: "عقبال بيار".