
ثريا شاهين
كتبت ثريا شاهين:
لاحظت أوساط مراقبة وجود إنعطافة في مواقف لبنان الديبلوماسية لناحية التقارب المستجد مع الدول العربية، سيّما الخليجية منها، خصوصاً في الأشهر الأخيرة، بعدما كانت هناك حالة من الإرباك في المواقف نتيجة الوضع الداخلي والضغوط التي تُمارَس على مواقف السلطة الرسمية من أحد الأطراف لتنحو في اتجاه من دون آخر.
إلاّ أنه، مع الحكومة الحالية، بدأت الأوساط تتلمس بعض التعديلات في المواقف الى أن كبرت هذه المواقف وباتت واضحة لجهة إدانة أي اعتداءات تتعرض لها الدول الخليجية، خصوصاً المملكة العربية السعودية ووقوف لبنان الى جانب المملكة وتضامنه معها حكومةً وشعباً في مواجهة أي استهداف لأمنها واستقرارها.
وأمام هذا الواقع، أوضح وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، لموقع mtv، أنّه "يتمّ العمل على استعادة الثقة والحوار الأخوي مع الأخوة في الخليج، وتالياً، فإن المواقف التي يُطلقها لبنان تعبّر عن عاطفة اللبناني الموجودة تجاه الخليج وتجاه أية دولة فيه، فلبنان يبادل المحبة بمحبة، والتقدير بتقدير، ونحن ندعم الدول التي دعمت لبنان وعملت على تعزيز وحدتنا الداخلية"، مضيفاً: "لبنان ينتهز الفرصة ليدق على بابهم وهو يجد أصداء مشَجِّعة في الخليج".
وأشار الى أن "الأمور لا تستعاد بسرعة، لكن الثقة موجودة حيال الدول التي تريد لنا الخير وللّبنانيين الذين يعملون في الخليج، والخليج يؤمن استقراراً إجتماعياً لنا، ولدينا مع الخليج مصالح عميقة".
وتوقّع "إيجابيةً كنتيجة لمواقفنا وهناك تقدير ومحبة لهذه الدول، وتصلنا إشارات بنّاءة، ونحن ننتظر لأن الأمور لا تتغيّر بين ليلة وضحاها، ونحن ننتظر استعادة العلاقات ولديّ أمل كبير بأن تعود إلى إيجابيتها من دون أن تعرّض لبنان لأيّة أخطار".
ولفتت مصادر دبلوماسية قريبة من الجامعة العربية الى أنه "لغاية الآن، العلاقات الخليجية مع لبنان لا تزال متوترة، لكن أي بوادر من لبنان وأيّة إشارات ومواقف إيجابية من المؤكد أنها ستعطي نتيجة"، مذكّرةً بأنّه "قبل سنوات، ألقى الخليجيون باللّوم على وزير الخارجية السابق جبران باسيل عندما أدان مسألة تعرّضت إليها إيران، ورفض إدانة اعتداءات الحوثيين، والآن، فإن تكريم سفير الإمارات حمد الشامسي الذي انتهت مهامه في بيروت وعُيِّن سفيراً لبلاده في مصر، هو مؤشّر جيّد".
وتتابع: "الدول العربية تريد من لبنان أن يشكّل حكومة، فالعالم كلّه ينتظر هذا الإستحقاق، وثلاثة أرباع العالم يُحَمِّل مسؤولية العرقلة لطرف معيّن، والربع يحمّل المسؤولية للطرفين المعنيّين، والخطورة أن البلد بات مكشوفاً في شتى النواحي السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية، وربما إنّ الأمور تسمح أكثر بتشكيل الحكومة مع الإدارة الأميركية الجديدة، لكن يوجد شدّ حبال بين واشنطن وطهران اللّذين سيجلسان على الطاولة ويتفاوضان، حيث كل جهة ستطرح طروحات في حدّها الأقصى ليتم التفاوض حولها".
واعتبرت المصادر أن "الإتفاق مع إيران يحتاج الى وقت، إذ أنّ ما يرشح من معطيات هو أن لدى الإدارة الأميركية أولوية الملفّين الروسي والصيني لترتيبهما، ثم الدخول في الملف الإيراني، وهناك انتظار لزيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت والنتائج المرجوّة، هذا إن حصلت الزيارة".